كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


4521 - ‏(‏الرحمة عند اللّه مئة جزء فقسم بين الخلائق جزءاً‏)‏ واحداً فيه يتراحمون ويعطف بعضهم على بعض حتى الدابة ترفع حافرها عن ولدها مخافة أن يصيبه فيؤذيه ‏(‏وأخر تسعاً وتسعين إلى يوم القيامة‏)‏ حتى أن إبليس ليتطاول ذلك اليوم رجاء للرحمة وفيه بشرى للمؤمنين لأنه إذا حصل من رحمة واحد في دار الأكدار ما حصل من النعم الغزار فما ظنك بباقيها في دار القرار قال الحرالي‏:‏ الجزء بعض من كل ما يشابهه كالقطعة من الذهب ونحوه‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

4522 - ‏(‏الرحمة تنزل‏)‏ حال الصلاة ‏(‏على الإمام‏)‏ أي على إمام الصلاة ‏(‏ثم‏)‏ تنزل ‏(‏على من على يمينه‏)‏ من الصفوف ‏(‏الأول فالأول‏)‏‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الثواب عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي ثم قال‏:‏ وفي الباب أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه‏.‏

4523 - ‏(‏الرزق إلى بيت فيه السخاء‏)‏ بالمد الجود والكرم ‏(‏أسرع من الشفرة‏)‏ بفتح الشين وسكون الفاء السكين العظيمة ‏(‏إلى سنام البعير‏)‏ أي هو سريع إليه جداً ومقصود الحديث الحث على السخاء سيما على عيال الإنسان وأهل بيته الذي أجرى اللّه تعالى رزقهم على يده والإعلام بأن التوسعة عليهم سبب يجلب الرزق ‏{‏وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه‏}‏ ومن وسع وسع اللّه عليه ومن قتر قتر عليه وفي ضمنه تحذير عظيم من البخل وإيذان أنه سبب لحرمان بعض الرزق‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ورواه عنه أيضاً أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ في الثواب وسبقه ابن ماجه قال الزين العراقي‏:‏ وكلها ضعيفة‏.‏

4524 - ‏(‏الرزق أشد طلباً للعبد من أجله‏)‏ لأن اللّه تعالى وعد به بل ضمنه ووعده لا يتخلف وضمانه لا يتأخر ومن علم ‏[‏ص 55‏]‏ أن ما قدر له من رزقه لا بد له منه علم أن طلبه لما لا يقدر له عناء لا يفيد ولهذا قال بعض الأنجاب‏:‏ الرزق يطرق على صاحبه الباب وقال بعضهم‏:‏ الرزق يطلب المرزوق وبسكون أحدهما يتحرك الآخر‏.‏ قال حجة الإسلام‏:‏ قد قسم اللّه الأرزاق وكتبها في اللوح المحفوظ وقدر لكل واحد ما يأكله ويشربه ويلبسه كل بمقدار مقدر ووقت مؤقت لا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر كما كتب بعينه، وفي المعنى قوله‏:‏

يا طالب الرزق السنيَّ بقوة * هيهات أنت بباطل مشغوف

أكل العقاب بقوة جيف الفلا * ورعي الذباب الشهد وهو ضعيف

فينبغي للعاقل أن لا يحرص في رزقه بل يكله إلى اللّه الذي تولى القسمة في خلقه‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب وكذا أبو نعيم والطبراني الديلمي ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ قال العامري‏:‏ صحيح ورواه عنه الدارقطني في علله مرفوعاً وموقوفاً وقال‏:‏ إنه أصح‏.‏

4525 - ‏(‏الرضاع يغير الطباع‏)‏ أي يغير طبع الصبي عن لحوقه بطبع والديه إلى طبع مرضعته لصغره ولطف مزاجه ومراد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم حث الوالدين على توخي مرضعة طاهرة العنصر زكية الأصل ذات عقل ودين وخلق جميل والطباع ما تركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من خير وشر كذا في النهاية وفي المصباح الطبع بالسكون الجبلة التي خلق الإنسان عليها قال الدميري‏:‏ العادة جارية بأن من ارتضع امرأة غلب عليه أخلاقها من خير وشر وروي أن الجويني دخل فوجد ابنه إمام الحرمين يرضع ثدي غير أمه فاختطفه وعالجه حتى تقايأ اللبن فكان الإمام إذا حصل له كبوة في المناظرة يقول هذه بقايا تلك الرضعة‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ وكذا ابن لال والديلمي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال شارح الشهاب‏:‏ حديث حسن وأقول‏:‏ فيه صالح بن عبد الجبار قال في الميزان‏:‏ أتى بخبر منكر جداً ثم ساق هذا ثم قال‏:‏ فيه انقطاع وفيه أيضاً عبد الملك بن مسلمة مدني ضعيف ورواه أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ عن ابن عمر‏.‏

4526 - ‏(‏الرضاعة‏)‏ بفتح الراء بمعنى الإرضاع ‏(‏تحرم‏)‏ بتشديد الراء المكسورة مع ضم أوله ‏(‏ما تحرم الولادة‏)‏ أي مثل ما تحرمه وتبيح مثل ما تبيحه وهو بالإجماع فيما يتعلق بتحريم التناكح وتوابعه والجمع بين قريبتين وانتشار الحرمة بين الرضيع وأولاد المرضعة وتنزيلهم منزلة الأقارب في حل نحو نظر وخلوة وسفر لا في باقي الأحكام كتوارث ووجوب إنفاق وإسقاط ونحو ذلك وفي رواية بدل الولادة النسب ولعله قال اللفظين في وقتين وحكمة التحريم ما ينفصل من أجزاء المرأة وزوجها وهو اللبن فإذا اغتذى به الرضيع صار جزءاً من أجزائهما فانتشر التحريم بينهم‏.‏ قال الحرالي‏:‏ الرضاعة التغذية بما يذهب الضراعة وهو الضعف والتحول بالرزق الجامع الذي هو طعام وشراب وهو اللبن الذي مكانه الثدي من المرأة والضرع من ذات الظلف‏.‏

- ‏(‏مالك‏)‏ في الموطأ ‏(‏ق ت عن عائشة‏)‏‏.‏

4527 - ‏(‏الرعد ملك من ملائكة اللّه موكل بالسحاب‏)‏‏[‏هذا ليس بوصف مادي وإنما وصف عالم الغيب الذي لا ندركه مع أنه جزء من الكون، تجري الأحداث فيه بحسب سنة الله التابعة له‏.‏ وتترابط أحداث عالم الغيب مع أحداث عالم الشهادة، فمنها ما جعله الله سببا للآخر، وبالعكس‏.‏ وإنما قصرنا عن إدراك عالم الغيب وقياسه، فعجزنا عن إدراك ذلك الترابط وعن إدراك ‏"‏قوانين السببية‏"‏ بينه وبين عالم الشهادة، فرحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده‏.‏ دار الحديث‏]‏- يسوقه كما يسوق الحادي إبله ‏(‏معه مخاريق من نار‏)‏ جمع مخراق أصله ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب ‏(‏يسوق بها السحاب حيث شاء اللّه‏)‏ إذ ما من ساعة تمر إلا والمطر يقطر في بعض الأقطار، ومن بدع المتصوفة‏:‏ الرعد صعقات الملائكة والبرق زفرات أفئدتهم والمطر بكاؤهم اهـ‏.‏ وقال ابن عربي‏:‏ السحاب أبخرة تتصعد للحرارة التي فيها ثم تثقل فتنحل ماء ينزل كما صعد بما فيه من الحرارة فإذا ثقل اعتمد على الهواء فانضغط الهواء فأخذ سفلاً فحرك وجه الأرض ‏[‏ص 56‏]‏ فتفوت الحرارة فصعد بوجه السحاب متراكماً فمنعه من الصعود بتكاثفه فاشتعل الهواء فخلق اللّه من تلك الشعلة ملكاً سماه برقاً فأصابه الضوء ثم انطفأ بقوة الريح كالسراج فزال مع بقاء عينه فزال كونه برقاً وبقي العين كوناً يسبح اللّه ثم صدع الوجه الذي يلي الأرض من السحاب فلما مازجه كانا كالنكاح فخلق اللّه من ذلك التجاور ملكاً سماه رعداً يسبح بحمده فكان بعد البرق ما لم يكن البرق خلياً فكل برق لا بد أن يكون الرعد بعده لأن الهواء يصعد مشتعلاً فيخلقه اللّه ملكاً يسميه برقاً وبعد هذا يصعد أسفل السحاب فيخلق اللّه الرعد فيسبح بحمده وثم بروق هي ملائكة يخلقها اللّه في زمن الصيف من شدة حرّ الجو‏.‏

- ‏(‏ت عن ابن عباس‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره‏.‏

4528 - ‏(‏الرفث الإعرابة‏)‏ الرفث كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من المرأة ‏(‏والتعريض للنساء بالجماع والفسوق المعاصي كلها والجدال جدال الرجل صاحبه‏)‏ في النهاية‏:‏ الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المشاجرة والمراد الجدال ليحق باطلاً أو يبطل حقاً‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

4529 - ‏(‏الرفق رأس الحكمة‏)‏ أي التخلق به يصير الإنسان في أعلى درجاتها فإن به ينتظم الأمور ويصلح حال الجمهور‏.‏ قال سفيان الثوري لأصحابه‏:‏ أتدرون ما الرفق‏؟‏ هو أن تضع الأمور مواضعها الشدة في موضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه، وقال الزمخشري‏:‏ من الأمور أمور لا يصلح فيها الرفق إلا بالشدة كالجرح يعالج فإذا احتيج إلى الحديد لم يكن منه بد، وقال أبو حمزة الكوفي‏:‏ لا تتخذ من الخدم إلا ما لا بد منه فإن مع كل إنسان شيطاناً، واعلم أنهم لا يعطون بالشدة شيئاً إلا أعطوا باللين أفضل منه وقال بزرجمهر‏:‏ كن شديداً بعد رفق لا رفيقاً بعد شدة لأن الشدة بعد الرفق عز والرفق بعد الشدة ذل‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏عن جرير‏)‏ بن عبد اللّه‏.‏ قال العامري في شرحه‏:‏ ورواه أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ وابن شاذان والديلمي من حديث جابر‏.‏

4530 - ‏(‏الرفق في المعيشة‏)‏ هي ما يعاش به من أسباب العيش كالزراعة والرفق فيها الاقتصاد في النفقة بقدر ذات اليد ‏(‏خير من بعض التجارة‏)‏ ويروى كما في الفردوس خير من كثير من التجارة وجاء في خبر من فقه الرجل رفقه في معيشته‏.‏ قال مجاهد‏:‏ ليرفق أحدكم بما في يده ولا يتأول قوله سبحانه وتعالى ‏{‏وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه‏}‏ فإن الرزق مقسوم فلعل رزقه قليل فينفق نفقة الموسع ويبقى فقيراً حتى يموت بل معناها أن ما كان من خلف فهو منه سبحانه وتعالى فلعله إذا أنفق بلا إسراف ولا إقتار كان خيراً من معاناة بعض التجارة‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد والإسماعيلي في معجمه طس هب‏)‏ وكذا القضاعي ‏(‏عن جابر‏)‏ قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني‏:‏ فيه عبد اللّه بن صالح المصري قال عبد الملك بن شعيب ثقة مأمون وضعفه جمع وقال الذهبي بعد ما عزاه للبيهقي‏:‏ فيه ابن لهيعة وسبق بيان حاله ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

4531 - ‏(‏الرفق به الزيادة‏)‏ والنمو ‏(‏والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير‏)‏ فيه فضل الرفق، دخل مالك بن دينار على محبوس قد أخذ بمال عليه وقيد فقال‏:‏ يا أبا يحيى أما ترى ما نحن فيه من القيود‏؟‏ فرفع رأسه فرأى سلة فقال‏:‏ لمن هذه‏؟‏ قال‏:‏ لي، ‏[‏ص 57‏]‏ فأمر بها فأنزلت فإذا فيها دجاجة واحبصة فقال‏:‏ هذه وضعت القيود في رجلك‏.‏

- ‏(‏طب عن جرير‏)‏ بن عبد اللّه ورواه عنه أيضاً البزار والديلمي‏.‏

4532 - ‏(‏الرفق يمن‏)‏ أي بركة ‏(‏والخرق‏)‏ بالضم ‏(‏شؤم‏)‏ أي جهل وحمق كذا في النهاية وفي الفردوس الخرق الحمق وهو نقيض الرفق وليس بسديد بل هما غيران فقد فسر الراغب الحمق بأنه قلة التنبه لطريق الحق والخرق بأنه الجهل بالأمور العملية وذلك أن يفعل أكثر مما يجب أو أقل أو على غير نظام محمود، قال‏:‏ ويضاد الحذق وفي رواية الرغب شؤم قال في مجموع الغرائب‏:‏ يقال هو الشره والنهم والحرص على الدنيا وهذا الحديث قد عده العسكري من الأمثال والحكم‏.‏

- ‏(‏طس عن ابن مسعود‏)‏ وضعفه المنذري وقال الهيثمي‏:‏ فيه المعلى بن عرفات وهو متروك وقال شيخه العراقي‏:‏ رواه الطبراني عن ابن مسعود والبيهقي عن عائشة وكلاهما ضعيف‏.‏

4533 - ‏(‏الرفق يمن والخرق شؤم وإذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه وأن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شأنه‏)‏ ولذلك كثر ثناء الشرع في جانب الرفق دون الخرق والعنف قال عمرو بن العاص لابنه عبد اللّه‏:‏ ما الرفق‏؟‏ قال‏:‏ أن تكون ذا أناة وتلاين قال‏:‏ فما الخرق قال‏:‏ معاداة إمامك ومناوأة من يقدر على ضرك وقال سفيان لأصحابه‏:‏ تدرون ما الرفق‏؟‏ قالوا‏:‏ قل، قال‏:‏ أن تضع الأمور مواضعها الشدة في موضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه قال الغزالي‏:‏ وهذا إشارة إلى أنه لا بد في مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق‏.‏

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرٌّ كوضع السيف في موضع الندى

فالمحمود وسط بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق لكن لما كانت الطباع إلى الجد والعنف أميل كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جنب الرفق أكثر والحاجة إلى العنف يقع على ندور ‏(‏الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ولو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً وإن الفحش من الفجور وإن الفجور في النار ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سوءاً وإن اللّه لم يخلقني فحاشاً‏)‏‏.‏

- ‏(‏هب عن عائشة‏)‏ وفيه موسى بن هارون قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ مجهول‏.‏

4534 - ‏(‏الرُّقبى جائزة‏)‏ وهي أن يقول جعلت لك هذه الدار فإن مت قبلي عادت إليّ وإن مت قبلك فلك ـ فُعْلَى ـ من المراقبة لأن كلاً يرقب موت صاحبه وقد جعلها بعضهم تمليكاً وبعضهم عارية‏.‏

- ‏(‏ن عن زيد بن ثابت‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

4535 - ‏(‏الرقوب التي لا يموت لها ولد‏)‏ لا ما تعارفه الناس أنها التي لا يعيش لها ولد فإنه إذا مات ولدها قبلها تلقاها من أبواب الجنة فأعظم بها من منة‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏عن بريدة‏)‏ بن الخصيب قال‏:‏ بلغ النبي صلى اللّه عليه وسلم أن من الأنصار مات ابنها فجزعت فقام إليها ومعه أصحابه يعزيها فقال‏:‏ أما أنه بلغني أنك جزعت قالت‏:‏ ومالي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد فذكره فقال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

‏[‏ص 58‏]‏ 4536 - ‏(‏الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئاً‏)‏ فإن الثواب فيمن قدم منهم وفقدهم وإن عظم في الدنيا فثواب الصبر والتسليم في الآخرة أعظم وهذا لم يقله النبي صلى اللّه عليه وسلم إبطالاً لتفسيره اللغوي بل نقله إلى ما ذكر إشارة لذلك‏.‏

- ‏(‏حم عن رجل‏)‏ شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب ويقول‏:‏ تدرون ما الرقوب قالوا‏:‏ الذي لا ولد له فذكره قال الهيثمي‏:‏ فيه أبو حفصة أو ابن حفصة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏.‏

4537 - ‏(‏الرقوب الذي لا فرط له‏)‏‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

4538 - ‏(‏الرِّكاز‏)‏ بكسر الراء وخفة الكاف وآخره زاي ‏(‏الذي ينبت في الأرض‏)‏ وفي رواية في الأرض وهذا حديث معلول وفي البخاري عن مالك والشافعي الركاز دفن الجاهلية قال الزركشي وغيره‏:‏ بكسر فسكون الشيء المدفون وهو دفين ومدفون وفعل يجيء بمعنى المفعول كالذبح والطحن وأما بفتحها فالمصدر وليس بمراد هنا وتعقبه في المصباح بأنه يصح الفتح على أن يكون مصدراً أريد به المفعول كالدرهم ضرب الأمير والثوب نسج اليمن وقد جعل في هذا الحديث الركاز هو المعدن وغاير بينهما في حديث البخاري فقال‏:‏ المعدن جبار وفي الركاز الخمس وبهذا أخذ الجمهور وقوله المعدن جبار أي هدر وليس المراد أنه لا زكاة فيه بل إن من استأجر رجلاً للعمل في معدن فهلك فهو هدر‏.‏

- ‏(‏هق‏)‏ من رواية الأعمش عن أبي صالح ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ هذا وهم لأن ذا ليس من حديث الأعمش ولا من حديث أبي صالح إنما يرويه رجل مجهول ورواه عنه أيضاً أبو يعلى‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف‏.‏

4539 - ‏(‏الرِّكاز الذهب والفضة الذي خلقه اللّه في الأرض يوم خلقت‏)‏ أي وليس هو بدفن أحد، هذا ما اقتضاه هذا الحديث لكن عرفه الشافعية بأنه ما دفنه جاهلي في موات مطلقاً وفيه الخمس وضعفوا هذا الحديث والمال المستخرج من الأرض له اسماً فما دفنه بنو آدم كنز وما خلقه اللّه في الأرض معدن والركاز يعمهما من ركز الرمح غرزه وهما مركوزان في الأرض وإن اختلف الراكز‏.‏

- ‏(‏هق عن أبي هريرة‏)‏ بإسناد ضعيف‏.‏

4540 - ‏(‏الركب الذي معهم الجلجل لا تصحبهم الملائكة‏)‏ لأنه يشبه الناقوس فيكره جعله في أعناق الدواب تنزيهاً لأنه من مزامير الشيطان والملائكة ضده ولأنه يشبه الناقوس فيكره تنزيهاً عند الشافعية وسيأتي ذلك مبسوطاً‏.‏

- ‏(‏الحاكم في‏)‏ كتاب ‏(‏الكنى عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

4541 - ‏(‏الركعتان قبل‏)‏ صلاة ‏(‏الفجر أدبار النجوم والركعتان بعد صلاة المغرب أدبار السجود‏)‏ وهذا تفسير لقوله تعالى ‏{‏ومن الليل فسبحه وأدبار السجود‏}‏‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في صلاة التطوع ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وقال‏:‏ صحيح ورده الذهبي بأن فيه رشدين ضعفه أبو زرعة والدارقطني وغيرهما‏.‏

‏[‏ص 59‏]‏ 4542 - ‏(‏الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة‏)‏ أي هما من ياقوتها غير المتعارف إذ الياقوت نوعان متعارف وغيره كما سبق، فمن بيانية‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الحج عن داود الزبرقان عن أيوب السختياني عن قتادة بن دعامة ‏(‏عن أنس‏)‏ وقال‏:‏ صحيح فرده الذهبي بأن فيه داود‏.‏ قال أبو داود‏:‏ متروك وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وليس كذلك فقد قال الحافظ العراقي‏:‏ رواه أيضاً الترمذي وابن ماجه، وكذا ابن حبان والحاكم من حديث ابن عمر اهـ‏.‏ فعزو المصنف له فقط تقصير أو قصور‏.‏

4543 - ‏(‏الرُّكن يمان‏)‏‏.‏

- ‏(‏عق عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن العقيلي خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه فإنه أورده في ترجمة بكار بن محمد من حديثه وقال‏:‏ لا يثبت ذكره عنه في لسان الميزان، وبكار هذا قال أبو زرعة‏:‏ ذاهب الحديث له مناكير وقال أبو حاتم‏:‏ مضطرب وقال ابن حبان‏:‏ لا يتابع على حديثه‏.‏

4544 - ‏(‏الرَّمي‏)‏ بالسهام ‏(‏خير ما لهوتم به‏)‏ فيه حل الرمي بالسهام واللعب بالسلاح على طريق التدريب للحرب والتنشيط له وما كان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من حسن الخلق ومعاشرة الأهل والتمكين مما لا حرج فيه‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ افتقد رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم رجلاً فقال‏:‏ أين فلان‏؟‏ فقيل‏:‏ ذهب يلعب، فقال‏:‏ ما لنا واللعب، فقيل‏:‏ ذهب يرمي‏.‏ قال‏:‏ ليس الرمي بلعب فذكره، وفيه عبد الرحمن بن عبد اللّه العمري قال الذهبي‏:‏ تركوه واتهمه بعضهم‏:‏ أي بالوضع‏.‏

4545 - ‏(‏الرَّهن مركوبٌ ومحلوبٌ‏)‏ أي ربه يركبه ويحلبه فإن أوجر كان أجر ظهره له ونفقته عليه‏.‏ قال الحرالي‏:‏ والرهن بالفتح والسكون التوثيق بالشيء بما يعادله بوجه ما اهـ‏.‏ والرهن هنا بمعنى المرهون‏.‏

- ‏(‏د هق عن أبي هريرة‏)‏ وفيه إبراهيم بن مجشر البغدادي‏.‏ قال في الميزان‏:‏ له أحاديث مناكير من قبل الإسناد منها هذا الحديث وهو صويلح في نفسه اهـ‏.‏ وفي اللسان‏:‏ قال ابن حبان في الثقات يخطىء، وقال السراج عن الفضيل بن سهل يكذب، وعن ابن عدي‏:‏ ضعيف يسرق الحديث اهـ‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ أعل بالوقف ورفعه أبو حاتم مرة ثم تركه ورجح البيهقي كالدارقطني وقفه وهي رواية للشافعي‏.‏

4545 - ‏(‏الرَّهن‏)‏ أي الظهر المرهون ‏(‏يركب‏)‏ بالبناء للمجهول ‏(‏بنفقته‏)‏ أي يركب وينفق عليه وهو هبر بمعنى الأمر لكن لم يتعين فيه المأمور ‏(‏ويشرب‏)‏ بضم أوله ‏(‏لبن الدر‏)‏ بفتح المهملة والتشديد أي ذات الدر وهو اللبن فالتركيب من إضافة الشيء لنفسه كقوله تعالى ‏{‏وحب الحصيد‏}‏ كذا ذكره ابن حجر وتعقبه العيني بأن إضافة الشيء لنفسه لا تصح إلا إذا وقع في الظاهر فيؤول وإذا كان المراد بالدر الدارة فلا يكون من إضافة الشيء إلى نفسه لأن اللبن غير دارة ‏(‏إذا كان مرهوناً‏)‏ لم يقل مرهونة باعتبار تأويل الحيوان يعني للمرتهن الركوب والشرب أي بإذن الراهن فلو هلك بركوبه لا يضمن وأخذ بظاهره أحمد فجوز الانتفاع بالرهن إذا قام بمصالحه وإن لم يأذن مالكه وقال الشافعي‏:‏ الكلام في الراهن فلا يمنع من ظهرها ودرها فهي محلوبة ومركوبة له كما قبل الرهان أي فللراهن انتفاع لا ينقص المركوب كركوب وقال أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية‏:‏ ليس للراهن ذلك لمنافاة حكم الرهن وهو الحبس الدائم‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي هريرة‏)‏ ‏[‏ص 60‏]‏ ورواه عنه أبو داود بلفظ يحلب مكان يشرب‏.‏

4547 - ‏(‏الرَّواح يوم الجمعة‏)‏ إلى صلاة الجمعة ‏(‏واجب على كل محتلم‏)‏ أي من بلغ الحلم ‏(‏والغسل‏)‏ لها واجب عليه ‏(‏كاغتساله من الجنابة‏)‏ وهذا محمول على أنه سنة مؤكدة يقرب من الواجب‏.‏

- ‏(‏طب عن حفصة‏)‏ بنت عمر أم المؤمنين قال الطبراني‏:‏ تفرد به عن بكير بن عبد اللّه عياش بن عياش وعنه مفضل بن فضالة اهـ‏.‏

4548 - ‏(‏الرَّوحة والغدوة في سبيل اللّه أفضل من الدنيا وما فيها‏)‏ بمعنى مما تطلع عليه الشمس وتغرب في الرواية الأخرى وقد يفرق بأن حديث وما فيها يشمل ما تحت طباقها مما أودعه اللّه من الكنوز وغيرها وحديث ما طلعت عليه الشمس يشمل بعض السماوات لأنها في الرابعة والقصد بهذا الحديث وشبهه تسهيل أمر الدنيا وتعظيم شأن الجهاد ثم هذا من تنزيل المغيب منزلة المحسوس وإلا فليس شيء من الآخرة بينه وبين الدنيا توازن حتى يقع فيه التفاضل أو المراد أن إنفاق الدنيا وما فيها لا يوازن ثوابه ثواب هذا فيكون التوازن بين ثوابي العملين‏.‏

- ‏(‏ق ن عن سهل بن سعد‏)‏ الساعدي‏.‏

4549 - ‏(‏الرِّيح من روح اللّه‏)‏ بفتح الراء مصدر بمعنى الفاعل أي الريح من روائح اللّه أي من الأشياء التي تجيء من حضرة اللّه بأمره ‏(‏تأتي بالرحمة‏)‏ لمن أراد اللّه رحمته ‏(‏وتأتي بالعذاب‏)‏ لمن أراد اللّه هلكته ‏(‏فإذا رأيتموها فلا تسبوها‏)‏ أي لا يجوز لكم ذلك ‏(‏واسألوا اللّه خيرها‏)‏ أي من خير ما أرسلت به ‏(‏واستعيذوا‏)‏ في رواية عوذوا ‏(‏باللّه من شرها‏)‏ أي شر ما أرسلت به فإنها مأمورة وتوبوا عند التضرر بها وهذا تأديب من اللّه وتأديبه رحمة لعباده قال ابن العربي‏:‏ وإسناد الفعل إليها مجاز وإنما المأمور الملك الموكل بإرسالها وإمساكها وتحريكها وتسكينها وعبر به عنها لأنها معرفة له‏.‏

- ‏(‏خد د‏)‏ في الأدب ‏(‏ك‏)‏ في الأدب ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي، وقال النووي في الأذكار والرياض‏:‏ إسناده حسن وظاهر صنيع المصنف تفرد أبي داود به من بين الستة وليس كذلك بل رواه ابن ماجه في الأدب وكذا النسائي في اليوم والليلة عن أبي هريرة أيضاً‏.‏

4550 - ‏(‏الريح تبعث عذاباً لقوم ورحمة لآخرين‏)‏ أي في آن واحد قال الحرالي‏:‏ والريح متحرك الهواء في الأقطار‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، قال الذهبي‏:‏ متفق على ضعفه ورواه عنه الحاكم أيضاً وعنه تلقاه الديلمي مصرحاً فلو عزاه المصنف للأصل لكان أجود واللّه سبحانه وتعالى أعلم‏.‏